كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{ليسوا سواء} تام على أنَّ الضمير في ليسوا لأحد الفريقين وهو من تقدم ذكره في قوله منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون أي ليس الجميع سواء أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمة بالابتداء والجار والمجرور وقبله الخبر وهذا قول نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأنَّ أمة مرفوعة بليسوا وجمع الفعل على اللغة المرجوحة نحو وأسروا النجوى قالوا وفي ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما سواء لأنَّه يقتضي شيئين والصحيح أنَّ الواو ضمير من تقدم ذكرهم وليست علامة الجمع فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام ولا يوقف على سواء والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره وقول الكفار ما آمن بمحمد إلاَّ شرارنا ولو كانوا أخيارًا ما تركوا دين آبائهم قاله ابن عباس.
{وهم يسجدون} تام على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلًا من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها ولا يصح لأنَّ الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود.
{في الخيرات} كاف.
{من الصالحين} تام إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريًا على نسق الغيبة ردًا على قوله من أهل الكتاب أمة قائمة.
{فلن تكفروه} كاف.
{بالمتقين} تام.
{شيئا} جائز وضعف هذا الوقف لأنَّ الواو في وأولئك للعطف.
{أصحاب النار} جائز.
{خالدون} تام.
{فأهلكته} حسن وقال أبو عمرو كاف.
وما ظلمهم الله ليس بوقف للاستدراك والعطف.
{يظلمون} تام للابتداء بعده بالنداء.
من دونكم ليس بوقف لأنَّ جملة لا يألونكم خبالًا مفسرة لحال البطانة الكافرة والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذميًا وتلا هذه الآية عليه وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك فقال إذًا أتخذ بطانة سوء لأنَّه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بعضنا وتكذيب نبينا وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا وما أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين ورآه سلَّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشؤمة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبًا عليه فأنشده:
يا أيها الملك الذي جوده ** يطلبه القاصد والراغب

إن الذي شرفت من أجله ** يزعم هذا أنه كاذب

فغضب الخليفة عند سماع ذلك فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصرفهم كما قيل فيهم:
لعن النصارى واليهود لأنَّهم ** بلغوا بمكرهم بنا الآمالا

جعلوا أطباء وحسابًا لكي ** يتقاسموا الأرواح والأموالا

وجاءت لهذا الملك امرأة وكان وزيره يهوديًا وكاتبه نصرانيًا وقالت له فبالذي أعز اليهود بموسى والنصارى بعيسى وأذل المسلمين بك إلاَّ نظرت في ظلامتي.
{ما عنتم} حسن فما مصدرية أي ودوا عنتم أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرحوا بذلك بأفواههم.
{أكبر} أحسن مما قبله للابتداء بقد.
{تعقلون} كاف.
{بالكتاب كله} صالح.
آمنا الأولى وصله لأنَّ المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق.
{من الغيظ} كاف ومثله بغيظكم للابتداء بإن.
{الصدور} تام.
{تسؤهم} حسن للابتداء بالشرط.
{يفرحوا بها} أحسن منه لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط.
{كيدهم شيأ} كاف للابتداء بإن.
{محيط} تام.
{للقتال} كاف.
{عليم} تام إن نصبت إذ باذكر مقدرًا وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبلها والتقدير والله سميع عليم إذ همت طائفتان أي سمع ما أظهروه وعلم ما أضمروه حين هموا.
{تفشلا} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال.
{والله وليهما} أحسن مما قبله.
{المؤمنون} كاف.
{أذلة} حسن عند نافع.
{تشكرون} كاف إن نصبت إذ باذكر مقدرًا وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{منزلين} كاف وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما ولا وقف من قوله بلى إلى مسومين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف.
{مسومين} كاف ومثله قلوبكم به.
{العزيز الحكيم} جائز لأنه رأس آية والأولى وصله لأن لام كي في قوله ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله ولقد نصركم أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفًا من الذين كفروا وقيل معناه إنَّما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفًا من الذين كفروا فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف.
{خائبين} تام إن جعل أو يتوب عليهم عطفًا على شيء أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبًا بما قبله أو إنَّما كان تامًا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين لأنَّ من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر من قوله ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدة روي عن أنس بن مالك أنه قال لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء وكاف إن جعلت أو بمعنى إلاَّ أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلاَّ أن يتوب عليهم فجعلوا أو بمعنى إلاَّ وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر:
فقلت له لا تبك عينك إنما ** تحاول ملكًا أو تموت فتعذرا

بتقدير حتى فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيًا وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع وهذا قول أبي حاتم والأخفش لأنهما جعلًا أو يتوب منصوبًا عطفًا على ليقطع وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضًا بين المتعاطفين.
{ظالمون} تام.
{وما في الأرض} كاف على استئناف ما بعده.
{لمن يشاء} جائز وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو ويعذب من يشاء.
{ويعذب من يشاء} كاف.
{رحيم} تام.
{مضاعفة} كاف.
{تفلحون} تام.
{للكافرين} كاف.
{ترحمون} تام على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعًا عما قبله فهو كلام مستأنف وبها قرأ نافع وابن عامر وكاف على قراءته بواو وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو لأنه يكون معطوفًا على ما قبله إلاَّ أنه من عطف الجمل.
عرضها السموات والأرض ليس بوقف لأنَّ ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدة للمتقين.
{للمتقين} تام إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة وجائز إن جعل الذين في محل جر نعتًا أو بدلًا من المتقين ففي محل الذين الرفع والجر وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيًا.
{والعافين عن الناس} كاف.
{المحسنين} تام إن جعل الذين ينفقون نعتًا أو بدلًا للمتقين وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ وإن جعل معطوفًا لم يحسن الوقف على المحسنين سواء جعل الذين ينفقون نعتًا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدأ والخبر ومع ذلك هو جائز لأنه رأس آية.
{لذنوبهم} حسن وقيل كاف للابتداء بالاستفهام ومثله إلاَّ الله والجمع بين فاستغفروا ومن يغفر أولى لشدة اتصالهما.
{وهم يعلمون} تام إن جعل الذين ينفقون الأول نعتًا أو بدلًا والثاني عطفًا عليه وليس بوقف إن جعل أولئك خبر الذين الأول للفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف.
{خالدين فيها} حسن.
{العاملين} تام لانقضاء القصة.
{سنن} جائز وليس بمنصوص عليه لمكان الفاء.
{المكذبين} تام ومعنى الآية قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم.
{للمتقين} تام.
وأنتم الأعلون ليس بوقف لأنَّ إن كنتم شرط فيما قبله.
{قرح مثله} حسن ومثله بين الناس على أنَّ اللام في وليعلم متعلقة بندوالها المحذوف بتقدير وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء تدوالها بينكم وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بنداولها الظاهر قاله أبو جعفر ونقله عنه النكزاوي.
{شهداء} كاف.
{الظالمين} تام ومثله الكافرين.
{أن تدخلوا الجنة} تام عند نافع وخولف لأنَّ ما بعده متعلق به لأنَّ الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد وغيره هو الطمع الكاذب والظن الفاسد فقال أم حسبتم الآية أي لا تدخلون الجنة إلاَّ بوجود الجهاد منكم والمصابرة عليه وبفعل الطاعات فعلى هذا لا معنى للوقف لأنَّ فائدة الكلام فيما بعده.
{جاهدوا منكم} حسن لمن قرأ ويعلم بالرفع وهو أبو حيوة على الاستئناف أي وهو يعلم والوقف على منكم وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي وكذا على قراءة من قرأ ويعلم بالجر عطفًا على ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم.
{الصابرين} كاف.
{أن تلقوه} ليس بوقف لمكان الفاء.
{تنظرون} تام.
{إلاَّ رسول} جائز لأنَّ الجملة بعده تصلح أن تكون صفة أو مستأنفة.
{الرسل} حسن.
{أعقابكم} كاف لتناهي الاستفهام والابتداء بالشرط وهذان يقربأنه إلى التمام.
{شيأ} حسن.
{الشاكرين} تام.
{إلاَّ بإذن الله} حسن عند نافع والأخفش على أنَّ كتابًا منصوب بمقدر تقديره كتب الله كتابًا ومؤجلًا نعته.
{مؤجلًا} كاف وقيل تام.
{نؤته منها الأول} حسن.
{والثاني} أحسن منه.
{الشاكرين} تام.
{وكأين من نبي قتل} كاف قرئ قتل بغير ألف وقاتل بألف فمن قرأ قتل بغير ألف مبنيًا للمفعول بإسناد القتل للنبي فقط عملًا بما شاع يوم أُحد ألا إنَّ محمدًا قد قتل فالقتل واقع على النبي فقط كأنه قال كم من نبي قتل ومعه ربيون كثير فحذف الواو كما تقول جئت مع زيد بمعنى ومعي زيد أي قتل ومعه جموع كثيرة فما وهنوا بعد قتله هذا بيان هذا الوقف ثم يبتديء معه ربيون كثير فربيون مبتدأ ومعه الخبر فما وهنوا لقتل نبيهم ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضا فقتل خبر لكأي التي بمعنى كم ومن نبي تمييزها وبها قرأ ابن عباس وابن كثير ونافع وأبو عمرو وليس بوقف لمن قرأ قاتل بألف مبنيًا للفاعل بإسناد القتل للربيين لأنَّ رفعهم بقاتل فكأنه قال كم من نبي قاتل معه ربيون وقتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من قتل منهم وما ضعفوا وما استكانوا وما جبنوا عن قتال عدوهم فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف وعليها يكون الوقف على استكانوا وعلى الأولى على قتل.
{الصابرين} تام على القراءتين.
{في أمرنا} جائز ومثله أقدامنا وليس منصوصًا عليهما.
{الكافرين} كاف لفصله بين الإنشاء والخبر لأنَّ ما قبله دعاء وهو إنشاء وما بعده خبر وذلك من مقتضيات الوقف كما تقدم نظيره في البقرة ومثله الآخرة.
{المحسنين} تام.
{خاسرين} كاف.
{مولاكم} صالح لأنَّ الواو تصلح أن تكون للاستئناف وللحال.